نهاية الحكاوي

من أحلى الأوقات في حياتي لما اكتب وانا في موود حلو رغم اني بلاسف اتاخرت اوي في كتابة الموضوع ده بس معتقدش اني هكرر التأخير تاني ولا هخلي الدنيا والشغل ياخدوني تاني من الروتين والوعد اللي وعدته لنفسي كل بوم ١٠ من كل شهر ..

حالتي الصحية أفضل بعد مرور شهر ونص من العلاج ولسة مكملة لحد معاد التحاليل الجاية رغم عدم قدرتي على الانتظام في العلاج .. و الحالة العامة والمواقف اللي اتعرضت لها خلال الايام اللي فاتت ساعدتني أكثر في اختيار الموضوع اللي هكتب عنه واختيار الصورة كمان  .. كل حاجة بتاخدني نحية النهايات سواء كانت نهايات حلوة او نهايات مش سعيدة ..

بداية النهاية الأولى

البداية كانت مع الصورة اللي استخدمتها للتعبير عن الموضوع ده .. عارفة ان الصورة مش واضحة ولكن كان لازم اعمل الغيامة دي عليها حفاظا على خصوصية صاحب الصورة وإني مسببش أي ضرر لأي حد خصوصا الشخص ده .. المهم ان هي دي كانت بداية النهاية .. كان اول يوم استخدم فيه تليفوني الجديد واللي نزلت عليه برنامج linkedin واللي كنت بطلت استخدمه او استخدام اي صفحات تواصل من يوم ما الانسان اللي كنت بحبه سابني او اتخلى عني .. يمكن رجوعي للبرنامج ده لانه عملي اكثر من انه اجتماعي ومفيهوش تعارف والجو ده وانه مش هيسبب ليا اي مضايقات اي كان نوعها بس حظي اني اول ما افتحه الاقي الصورة دي قدامي ..

كل اللي فاكراه ان عيني فرحت ومصدقتش نفسي وكانت دي هي بداية النهاية الأولى .. لوهلة كدة حسيت اني مبسوطه اوي اني شوفت حد انا بحبه جدا بعد فترة الغياب الطويلة دي وانبسطت أكتر عشان اطمنت عليه وحسيت انه في حالة كويسة و من غير تدوير وراه .. هو اللي جه قدامي كانه اشارة او اختبار بشوف فيه انا هعمل ايه الخطوة الجاية ..حسيت انه بدأ يحقق احلام كتير كانت عنده وهو شاطر فيها وانبسطت من ده اوي وقررت اني اتابع الحاجات اللي شغال فيها لاني بحب استفيد من حد بحبه زي ما كان بيعمل معايا زمان لما يشرح لي حاجة مش فاهماها ايام الماجستير أو بمعنى اصح ايام ما كنت بميل عليه يشرح لي عشان كنت بحب احساس انه سند ليا و اني بتعلم منه رغم اي كنت بفهم لوحدي ومن غير ما اساله بس بجد كنت بحب اني اسمعه وهو بيعلمني ..

بس في ثانية مشاعري دي اتقلب حالها لما ركزت شوية في الصورة و لقيت قدامي حد غير اللي انا حبيته .. انسان مختلف بملامح مختلفة ونظرة عين تانية وروح مختلفة .. اتضايقت لما لقيتني شايفة صورتك قدامي بس مش حاسة بأي حب لك .. اتضايقت لما حسيت انك كبرت اوي وقارنت الصورة بصورك من سنتين لقيت قدامي حد مقابلتوش ولا حبيته ومفيش جواه اي سعادة أو طاقة زي صورك القديمة .. اتضايقت لما تخيلت نفسي مرتبطة بك وانبسطت لما لاقيتني هنا في مكاني بعيد عن الشخص اللي قدامي في الصورة ..

بداية النهاية الثانية

منكرش انه حصل شوية حنين لما شوفت الصورة ونمت على نفسي والتليفون في ايدي وحلمت به .. كل تفاصيل الحلم مرسومة قدامي كأنها حقيقة حصلت فعلا .. كان ماسك ايدي و ماشيين سوا في اتجاه هو بس اللي عارفه وانا كنت لاول مرة مش مبسوطة وهو جنبي وعايزة اسيب ايده وامشي في اتجاه تاني وفجأة في نص الطريق لاقيت حد مسك ايدي وشدني بعيد .. هو كالعادة مقاومش وساب ايدي وبعد عني وانا لاول مرة احس اني مبسوطة اوي انه سابني ومشيت في اتجاه تاني مع الراجل ده .. أخدني وقعدنا في جنينة كبيرة تقدر تشوف منها الدنيا كلها من كل الاتجاهات . حققت في وشه لاقيته نفس الشخص يظهر تاني في احلامي .. نفس الاب اللي عمري ما قابلته ولكن بيظهر لي في أحلامي كل ما احتاج أو كل ما قلبي يضعف تاني .. عمو نبيل هو السر اللي حبيت ابنه به وهو المفتاح اللي بيفتح قدامي حياة تانية بعيدة عن ابنه .. صورة في برواز شوفتها مرة واحدة في حياتي وفضلت محفورة جوايا لحد ما بقت جزء من عقلي الباطن .. صورة لإنسان يمثل أطهر وأجمل جزء في علاقة مريضة بدأتها وهو كان الجزء الصحيح الوحيد اللي فيها .. 

طول الوقت اللي قضيناه سوا كان بيبعد عيني عن حبيبي وانا شايفاه ماشي بعيد يطلع سلالم وينزل سلالم واحنا عايشين في حالة سلام لحد ما فجأة حسيت بوجع جوايا خلاني ارجع ابص تاني نحيته رغم انه بيمنعني ولاقيته بيقع من مكان عالي اوي وانا سبت ايد والده وجريت ناحيته عشان اسنده.. الاب كان بيراقب وبدل ما يجري على ابنه جرى ورايا عشان يوقفي .. صحيت من النوم وانا بقاومه وهو بيحضنى ويقول لي ارحمي نفسك .. صحيت من النوم قلبي واجعني ومصدعة وحاسة بحزن ويأس .. لاقيت التليفون في حضني واول ما فتحته لاقيت صورتك اللي مكنتش قفلتها من امبارح .. قفلت لينكد إن ومسحته من الموبايل عشان مش عايزة اعرف عنه اي حاجة تاني من قريب أو من بعيد ولا في الاحلام كمان ..

وكانت دي بداية النهاية الثانية وما تبعها من قرارات هي السبب في اني اكتب النهاردة وانا في مود جميل بعد ما كنت في موود سيء من الحلم ومن الصورة..

اسكندرية – النهاية الثالثة

عشت فترة طويلة اوي بتجنب فيها الذكريات وانا بعافر عشان اكون كويسة .. بتجنب الشوارع اللي مشينا فيها سوا .. بتجنب الأماكن اللي قعدنا فيها سوا .. حتى بتجنب أنواع الأكل اللي اكلناها سوا .. لدرجة اني بقيت مخنوقة في اسكندرية من كتر الذكريات اللى مالية كل شبر في اسكندرية .. 

بس لاقيت ان حاجات كتير بقت تجبرني احتك تاني بذكرياتي معاه .. بدأت بدرس المزيكا اللي بيخليني اعدي جنب سانت روبيه كل اسبوع واحيانا بركن عنده كمان .. لاقيت ياسمين بتعزمني على فرحها اللي هتعمله في نفس الجنينة بتاعة فرحي .. طبعا غير زيارات المنتزة والمرور من عند سيسيل كل يوم الصبح وانا بفسح فريدو ..

وتعدي ايام وشهور كتير وانا على الحالة دي .. لحد ما في مرة حصل حاجة غريبة اوي .. لاقيتني في العربية بغني وبرقص على اغنية كنت بعيط عليها زمان .. كنت في العربية وانا بسمع الاغنية وبغني معاها وفجأة استغربت نفسي اووووي ولاقيتني بعيد شريط حياتي الشهر ده .. 

لاقيتني بقيت بعدي كل يوم من عند سيسل ومش باخد بالي منه ولا باخود بالي من سانت روبيه .. 

لاقيتني بنسى افكر فيك زي زمان .. 

لاقيتني بسمع الاغاني عادي ومبتفكرنيش بك .. 

لاقيتني باكل وبخرج وبشتغل من غير ما حاجة تاخودني لاي ذكرى ..

حتى جنينة الفرح اتهدت وصاحبتي مش هتعمل فرحها فيها ولا هشوف المكان ده تاني .. حتى اللحر ملامحه بتتغير ومبقاش نفس الكورنيش اللي كنا فيه سوا .. 

والمنتزة حاليا اتقلب حالها وبيتعمل فيها مشاريع ومش هتبقى زي زمان .. 

مبقتش انا بس اللي بحاول اشتغل على اني امسحك من حياتي .. لا ده كل حاجة حوالايا كمان شغالة معايا وبتمسح ملامحك من اسكندرية .. كل حاجة رايحة للنهاية .. 

وهي دي الاغنية…

مسار إجباري النهاية الاخيرة

عارف كدة لما الواحد يكون فاضل عليه تكة وينفجر .. اهو ده اللي حصل معايا بالظبط وانا في العربية راجعة البيت بليل وفجأة تشتغل اغنية اول مرة اسمعها لمسار اجباري .. نهاية الحكاوي ..

الاغنية رنت في ودني وضغطت على كل حتة جوايا وعبرت عن تاريخ علاقة متعبة كنت فيها .. عبرت عنها من البداية لحد النهاية ..

وساعات نهايات الحكاوي بتسيب معاها سؤال .. ده نفس اللي كان بيسبهولي في كل مرة كان بيسيبني فيها .. ايه اللي حصل ؟ انا عملت ايه ؟ هو انا زعلته ؟ طب هو كويس ؟  ليه بيختفي من غير ما يتكلم ؟ ليه ميحترمش العلاقة اللي بنا ويديني حقي في إنهاء العلاقة بشكل محترم ؟ هو انا رخيصة اوي كدة ؟  هنتقابل تاني ؟ ليه بيعمل فيا كده و يدوس عليا رغم اني بتمناله الرضا وعايشة عشان راحته واطبطب عليه ؟ هو شاف ايه وحش مني عشان يوجعني اوي كدة ؟

وساعات نهايات الحكاوي بتسيب لنا أحلام .. وده برضو نفس اللي بيحصل كل مرة يسيبني فيها .. الحلم والامل معاه.. بحلم كل يوم نتقابل تاني في مكان احسن وظروف احسن .. بحلم اقابل حد غيره يديني حب زي اللي انا كنت حاساه ناحيته .. بحلم بالسفر والبعد عن اي حاجة بتشدني لتحت معاه .. 

ويا قلب عاشق للحياة كان رد مرة وقال كام باب أمل مقفول بيتوارب مع الأيام .. اللي يعرفني من 6 سنين فاتو يعرف عني اني شخص بحب الحياة وعلى طول قلبي وعيني مليانيين فرحة وسعادة وحب للحياة لحد ما قابلته وكل حاجة بقت في النازل .. بس الامل اللي كنت حاساه نحيته هو اللي خلاني اكمل معاه وعندي امل ان قلبه يتملا حب وسعادة وطيبة وبساطة .. الأمل هو اللي خلاني استناه مرة واتنين وتلاتة وعندي أمل انه هيرجع بكرة وهنكون سوا تاني .. الامل اللي خلاني اشوف الحلو اللي جواه وابعد عن الوحش اللي بيطلعه عليا ..

وانا لسه فاكر كل شئ كأنه كان اليوم .. كتبت كتير عن ذكرياتي معاه وعن كل التفاصيل اللي فاكراها .. أول نظرة شوفتها لسه اوصاد عيني كأنها حصلت النهاردة .. أول هدية جابهالي ولبستها في رقبتي وحافظت على وعدي معاه سنين كتير .. يوم ما طلب ايدي للجواز .. حتى أول حضن حساه كانه بيحصل قدامي دلوقتي .. مفيش حاجة بتعكر الذكريات الحلوة اللي فاكراها غير النهايات الوحشة الموجعة اللي سابهالي تقطع فيا وافضل فاكراها كأنها بتحصل قدامي دلوقتي .. فاكرة كل مرة يسيبني فيها بنفس الطريقة الشرسة . فاكرة خيانته ليا مع م.ص بعد ما رجع من مطروح ايام رابعة .. فاكرة كدبه عليا بخصوص برفان مامته أو كدبه عموما في حاجات كتير .. فاكرة ان وعوده كلها وكلامه كله تذوبه في مية وتشربه 

شفتك نسيت انا كل شئ قبل النهارده بيوم ..

قلبي اللي كان مقفول على الجرح القديم إياه

نظرة عينيكي كسرت كل البيبان جواه

في الشارع اللي فيه اتولدت أحلامي من تاني

كان نفسي أقابل كل شئ فاتني وعداني

 كل اللي كتبته من شوية ده انهار لما شوفته تاني يوم عيد ميلاده اللي فات .. كان فيه حاجة مسحت كل الذكريات دي من على قلبي ولقيتني باخده بالحضن تاني وانا عندي نفس حب الحياة والأمل تاني ..

أشكر جروح من غيرها ما كنت زماني في مكاني

رغم كل الكره اللي حاساه نحيته دلوقتي .. بس منكرش اني هفضل احبه طول عمري واشكره انه جرحني واشكره انه سابني واشكره انه سابني ورحمني من حياة تعيسة كنت هعيشها معاه .. شكرا ان سابني للحياة الرائعة اللي انا فيها دلوقتي ..

عجبي على نهاية طريق يبدأ طريق تاني 

مفيش كلام كتير اقوله هنا .. بس فعلا سبحان الله كنت ماسكة في طريقه وفيه بايدي وسناني وكنت هموت من بعده .. بس الموت ده اخدني للجنة اللي بحمد ربنا كل يوم عليها وعلى الناس اللي فيها سواء اهلي او اللي دخل حياتي جديد ..

شكرا مسار اجباري على اختصار الحكاية كلها في اغنية دقيقتين .. انا ادين لكم بالكثير!!