فبرايرالأبيض والأسود

أول مرة أكتب حاجتين في يوم واحد .. بس كان مهم اني اكتب النهاردة تاني بشكل منتظم وارتب نفسي واوراقي من من جديد .. خصوصا ان اللي هكتبه النهاردة هيشيل حمل كبير أوي مضايقني لان التوقيت صعب وبيقربي من معاد يوم محفور جوايا ومش عارفة امحيه .. ورغم اني كنت بدأت كتابة بمود مش لطيف بس جت اغنية اودامي وانا بكتب غيرتلي المود تماما وحسستني اني في حضن حبيب وبتكلم بدون اي قيود أو حدود ..


وها انا هنا اليوم أكمل ما بدأت كتابته من اسبوعين .. لم يمنعني من الكتابة طول الفترة دي غير المرض الشديد اللي اول مرة اجربه بالعنف ده .. كانت فكرة مزعجة اني أخد أدوية واعمل تحاليل كتير ومفيش اي حاجة بتوضح اسباب الاعراض والاعياء اللي كنت بعاني منه .. وفضلت كدة فترة طويلة مش بسيب سريري الا عشان دخول الحمام .. الحال اتقلب في ثانية .. من حالة كلها نشاط لاني لسة راجعة من درس المزيكا لحالة من الاعياء والبقاء في الفراش فترة طويلة ..

النهاردة كان اول يوم انزل من البيت تاني .. حسيت اني لازم افسح فريدو شوية لاني كنت مقصرة في حقه جدا الاسبوعين اللي فاتو .. وتاني حاجة كان لازم أعملها اني ارجع هنا واكمل اللي بدأت كتابته …


سانتروبيه

يوم 17 يناير 2019 كان متوقع اني اكون في طيارة مع حبيب عمري في طريقنا لباريس بس مش كل حاجة بنحلم بها او بنخطط لها ممن تحصل .. اليوم ده كان كل ما يقرب أحس ان حاجة جوايا بتوجعني وكنت عايزة اقتل الاحساس بالضيق ده باي شكل .. وبالصدفة قابلت صديق قديم مقابلتوش من 9 سنين .. وخلاني اتعرف على راجل ومراته بيحبو المزيكا والفن وبالفعل انضميت للناس الحلوة دي .. ومن الصدف الحلوة ان أول يوم في دروس المزيكا معاهم كان يوم 17 يناير .. وبالشكل ده تنضم ذكرى جديدة لقائمة ذكريات ال 17 .. ومش كدة وبس دخ كمان يصادف ان مكان الدروس في العمارة اللي جنب سانت روبيه ..

في الاول كنت اشعر بضيق وانا رايحة المنطقة دي بعد انقطاع دام سنتين .. بس أول ما شوفت سانت روبيه اودامي لاقيتني بصوره وافتكره بكل الذكريات الحلوة وبس .. واصبح روتين اسبوعي كل يوم سبت الساعة 5 ونص المغرب اني اعدي على سانت روبيه والقي تحية وابتسامة سريعة على الذكريات القديمة واكمل طريقي لعالم جديد دخلته وبتعلم فيه مزيكا بتصفي عقلي وتمسح حزن عميق راقد جوة قلبي ..


اسلام وهشام

أنا مش متعودة أوي اكتب عن الناس اللي بقابلها في حياتي أو حكاياتي معاهم .. بس بدأت افكر اني ممكن أكتب فعلا عن الناس الي دخلت حياتي وتأثير كل واحد فيهم عليا .. بس الكتابة بقت أهم حاجة في حياتي .. ومش حاسة اني هسيب أي حاجة لها قيمة بعد ما اموت غير شوية الكتابة اللي ملهمش قيمة كبيرة غير عندي ..

السنة الجديدة بدأت بظهور هشام بعد غياب 9 سنين وكانت صدفة جميلة خلتني ارجع تاني لزمن قديم أوي من لعب الاطفال وأصحاب المدرسة اللي انقطعت اخبارهم من سنين .. لقائي بهشام كان طاقة ايجابية ومساعدته ليا اني اتعرف على خالد وعزة وبداية دروس المزيكا كان أحلى حاجة حصلتلي في 2019

أما اسلام .. ف ده الصدفة التانية وانا بفسح فريدو اقابله ماشي على البحر بعد غياب 3 سنين معرفش عنه حاجة فيهم .. الاتنين كانو اصدقاء قدامى ومقابلتهم تاني في الايام دي كان شيء جميل .. اسلام شاب جميل جدا وناجح جدا في شغله واقدر اقول عليه انه رفيق الصباح اليومي .. كنا كل يوم الصبح نتمشى ساعتين على البحر سواء بفريدو أو من غير فريدو .. كان الطقس الصباحي ده طقس مقدس مينفعش في اي يوم نكسل أو نطنش .. وانا كنت سعيدة جدا لان كان اول مرة اشوف البحر كل يوم بدون انقطاع ..

شكرا اسلام وهشام على ظهوركم وعلى العلامة الايجابية اللي سايبها كل واحد منكم في حياتي


فريدو

ومن هنا يبدأ الجزء الاسود من فبراير ..

يعرفني من قريب يعرف ان فريدو ده اهم حاجة في حياتي .. هو السبب الحقيقي اللي انا عايشة بسببه بعد ما اتخلى عني الراجل اللي كنت بحبه .. اللي يعرفني أكيد شايف وعارف ان لولا فريدو كان زماني واحد غير اللي انا عليه دلوقتي .. فريدو هو النعمة الوحيدة اللي موجودة في حياتي دلوقتي بعد أهلي ..

وكأن مكتوبلي ان اي حاجة بحبها لازم تروح مني .. وفي غمضة غين يوم 22 فبراير وانا قاعدة على البحر وسايبة فريدو يجري ويلعب حواليا.. فجأة اختفى من على البحر والناس قالولي ان فيه راجل شاله وعدى به السكة ومشى ..

أول مرة مفكرش فيك في وقت محتاجة حد جنبي .. بالعكس انا كرهتك لاني كنت قاعدة على البحر بكتبلك وده خلاني مخدش بالي من الولد وهو بيلعب ..

جريت في الشوارع هنا وهناك .. وبقيت أسال كل الناس عليه و أوريهم صوره .. وفيه ناس كتير كانو بيمشوا ويسيبوني لانهم كانو فاكرين اني مجنونة لاني كنت مبهدلة وشعري كان نازل على وشي وقاعدة اعيط بهيستيرية .. .. كان يوم صعب أوي بس فيه شاب ابن حلال كان عايز يساعدني وفعلا خلاني اركب وراه الموتوسيكل وقعدنا نلف شوارع اسكندرية بحثا عن ابني .. انا مش عارفة عملت كدة ازاي ولا مين الشاب ده لاني مقابلتوش تاني بعد كدة .. بس كل اللي اعرفه اني كنت هعمل اي حاجة عشان الاقي ابني ..

عدت الايام والليالي وانا بتابع الكاميرات في الشوارع لحد ما لاقيت كاميرا مصورة الراجل وهو سارق الكلب وماشي به .. خليت الناس كلها تنشر الفيديو على الفيسبوك بما اني معنديش فيسبوك .. وجريت عملت محضر في القسم .. وتاني يوم من انتشار الفيديو رجعتلي روحي تاني ليا …

رغم اني حسيت ان مليش نصيب في الحب سواء مع بني أدم أو مع حيوان .. بس الامل اللي جوايا والاصرار خلاني ارجع حبي تاني لحضني .. طول المدة دي بنزل من البيت من الساعة 8 الصبح ومش برجع غير 11 بليل من غير لا اكل ولا شرب .. حلفت ما هاكل ولا اشرب غير لما ارجع ابني اللي ضاع بسببي وبسبب سرحاني مع شخص بعيد ضاع مني منذ زمن ولن يعود .. كنت برجع بليل مش حاسة برجلي وأمي بتعملي عليها كمادات من الوجع اللي سيطر على كل مفصل في رجلي وفي جسمي .. خسيت اكتر من 6 كيلو في اقل من اسبوع ..

ولكن الاصرار والحب والامل رجعولي الضائع مرة تانية .. وروحي رجعت ليا ..


القاهرة قاهرة الاحلام