لم أكن انوي ان أكتب مثل هذا الكلام اليوم ولم تكن تلك هي مشاعري لحظة أن قررت ماذا سأكتب في موعدي الشهري للكتابة .. فقد كنت مليئة بالحيوية والأمل حتى ليلة أمس ولكن تتغير الأحداث وتتغير المشاعر في لحظة لا نعلم من أين أتت .
بدأت اليوم بحلم صغير مع من أحب حيث أرسل لي صورة لشاطيء اسكندرية ولم أتردد لحظة في الاتصال به حتى ألقاه أينما كان .. ولكني حين ذهبت للقاء فلم أجده واستيقظت وانا افكر في ذلك الضيق الذي أشعر به بداخلي .. ذلك الضيق الذي كنت أوشكت أن أنساه فلم أشعر به منذ مدة طويلة ولكن أحلامي به تعيد لي ثانية جميع المشاعر السلبية التي اعمل على قتلها ودفنها بداخلي ..
أردت أن أقتل ذلك الضيق فاقتربت من فريدو الذي أصبح مصدر راحة و تفريغ للشحنات والمشاعر السلبية واحتضنته بشدة حتى غبت في النوم ثانية ولم استيقظ سوى على رسالة من صديق يرسل لي صورته مع البحر من الامارات.. وكأن حلمي تحقق ولكن مع شخص أخر وبدون موعد لا لقاء فيه .. قمت من فراشي حتى أبدأ يوم 10 الجديد بكتابة موضوع ما قررت أن أكتب عنه وركبت البسكلتة وطيران على المكتب ولكن الجو أخلف وعده معي وكان الطريق خطرا جدا على البحر فلم أكن أستطيع التحكم في البسكلتة من شدة الهواء ومن الأمطار التي غطت نظارتي ومنعتني من رؤية الطريق .. والغريب في الامر انني كنت استمتع بتلك المغامرة وتمنيت ان لا اصل الى مكاني وتنتهي الحياة في حادث بسيط في شوارع الاسكندرية الجميلة ..
لا اعلم لماذا فكرة الموت عادي تستقر في عقلي مرة ثانية بعد أن كنت تصالحت مع الحياة في الاونة الاخيرة ولكن أعتقد أن لهذا الحلم الخاطف أثره على نفسي وعلى افعالي اليوم .. حتى جاءت اللحظة التي استلمت فيها رسالة نصية تقول “البقاء لله ماتت روز”
هكذا كنت ارغب الموت طوال السنتين الماضيتين حتى تجسد أمامي الموت في تلك الطفلة ذات ال 4 سنوات من عمرها .. أمس كنا نحتفل بعيد ميلادها واليوم تودعنا تاركة في أذهاننا صورتها في فستانها الوردي وابتسامتها الشقية.. ليتني كنت مكانك يا روز فانا لا ارغب في تلك الحياة بجميع اشكالها والوانها .. ولن دوما يترك الحياة من لا يستحق الموت ويعيش طويلا من لا يرغبونها ..
لقد كان خبرا صادما في صباح اليوم ووجدتني امسك هاتفي للاتصال بحب قديم كنت أعمل جاهدة على نسيانه .. لا ادري لماذا ؟ ولكنني كنت أرغب بشدة في الاطمئنان عليه و ان استند براسي عليه حتى اشعر ببعض من الراحة لان الضيق دخل قلبي وتغلغل منذ أن تركني.. ومنذ أن ماتت روز قرر الضيق أن يعيش بداخلي مدة أطول ..
لا يوجد كلمات للعزاء فقد ماتت روز ويموت حولي الكثيرون وفي كل مرة أرى فيها الموت يستيقظ بداخلي ذلك الحنين لشخص قتلني في الحياة ولا أستطيع أن أحيا ثانية ..
رحمك الله يا روز! فلتنعمي بنعيم الجنة!