الورشة

بعد انشغال طويل في الأيام الماضية مع الأهل الوافدين من السفر والاصدقاء الوافدين أيضا من السفر .. عدت مرة أخرى لمكان اللقاء الوهمي الذي صنعته بنفسي لنفسي ولا اعلم متى سأغلق أبوابه ..

لم يمنعني من الكتابة طيلة الأيام الماضية سوى حالة الحب التي عمت جميع الأجواء .. فهناك حب مع الأخوات وأطفالهم .. وهناك حب مع الأصدقاء الجدد في دروس المزيكا .. وهناك حب صافي مع ج.ف الذي سبق وتحدثت عنه في المنشور السابق ..

أعيش حياة جديدة بروح قديمة كنت افتقدها بشدة .. فقد عادت لي تلك الروح التي كنت أتميز بها من 6 سنين ماضية .. 

عادت تلك الروح المرحة المبتسمة المفعمة بالحيوية .. 

عادت لي مرة ثانية بعد أن قام حب قديم بقتلها مرارا وتكرارا حتى ظننت بانني فقدتها الى الابد .. 

عادت لي وبدأت أشعر بأثرها الإيجابي في جميع الأوقات .. 

هل تلك الطاقة التي أشعر بها حقيقية ؟ نعم!

هل نظرات الإعجاب التي بدأت تلاحقني ثانية حقيقية؟ نعم!

هل عدت تلك الفتاة في الخامسة والعشرين من عمرها؟ نعم!

نعم انا هنا ثانية ..

نعم انا افتح الابواب لحياة جديدة ..

نعم انا من كانت تحب في الماضي ومازلت تحب في الحاضر وستبقى للحب في المستقبل..

نعم حب الماضي اصبح ذكريات لا ارغب في تذكرها وإن تذكرتها أحن قليلا ولكن الحنين يكفي للابتسام بدون الانغماس في الذكريات ..

نعم الحب يبقى حبا ولكن لا تتوقف الحياة عنده ..

نعم الحب يبقى بداخلنا دون أن ننظر وراءنا ثانية..

نعم الحب يبقى كما كان في اللقاء الأول ولكن تتغير الحياة..

نعم أنا أحبك ولكن….

بداية الحكاوي

قابلت ج.ف في لحظات اعتدت فيها الهروب من الواقع الذي اعيشه.. منذ أن عرفته وقد بدأت أشعة الامل تتخلل قلبي ثانية ..

منذ ان تعرف عليه وهو يسحبني معه لعالمه .. ذلك العالم الجديد في الورشة .. وحين نتحدث عن الورشة فان الكلام لاينتهي ..

الورشة ببساطة هي تلك الغرفة الصغيرة الكبيرة في مستشفى سرطان الأطفال .. منذ أن دخلت تلك الغرفة وقد اصبح ج.ف هو صاحب الفضل الأول في عودة روحي القديمة لي .. ففي الورشة نترك جميع مشاكلنا ونسبح مع الاطفال في عالم اخر .. في الورشة بدأت في اكتشاف إمكانيات جديدة في شخصيتي لم أكن أعلم بوجودها .. في الورشة اترك كل شيء بالخارج ولا ترى عيني وقلبي وروحي سوى الاطفال والفن والحكايات والامل و ج.ف .. 

خلال الـ 6 اعوام الماضية كان طريقي للقاهرة دوما مليء بالوجع وخيبة الامل في كثير من الأحيان .. فقد كان هدفي دوما الجري وراء سراب كنت أظنه رجلا .. أما اليوم فأصبحت رفيقة طريق الاسكندرية والقاهرة مرتين في الشهر من أجل أن أقضي أجمل أوقاتي في الورشة ..

كان ج.ف والورشة هما بداية حكايتي الجديدة .. لا اعلم كيف يبدو مستقبلها ولكني استمتع بحاضرها .. حكايتي أصبحت سعيدة .. مليئة بالمرح والبهجة كما اعتدت أن أكون في الماضي قبل أن ألقاه.. حكايتي بدأت ترسم صورة جديدة لفتاة جديدة .. إن رأني ذلك الغائب يوما ما فلن يتمكن من التعرف على.. حكايتي شعرها قصير وترتدي فساتين ولا تضع مساحيق تجميل وكل شيء فيها أصبح جميل..

كنت اتمنى وجودك الأن فربما تجد في الحياة ما هو أهم  وأجمل من الشغل وجمع الأموال وملاحقة الفتيات ولكن لا أظنك تستحق تلك الحياة النقية!

لا أطيق انتظار موعدي القادم فقد اشتقت بشدة لأصدقائي الصغار .. و اشتقت لذلك الملاك المدعو ج.ف