التجربة المصرية في إيطاليا

إلى أجمل انسان قريب من روحي بس بعيد عني

النهاردة 17 مايو .. يعني بحتفل هنا لوحدي ب مرور 5 سنين على أول يوم شوفتك فيه .. وبمناسبة اليوم ده أحب اقولك يارب اشوفك دايما بخير وبصحة وسلامة وكل سنة وانت طيب ..

أما النهاردة 13 أغسطس .. يعني أحلى يوم انا عشته معاك ؟ فاكره ؟

النهاردة اليوم اللي اتقابلنا فيه في مطروح بعيد عن اسكندرية والقاهرة .. انا عمري ما قولتلك كدة بس فعلا اليوم ده هو اكتر يوم انا انبسطت فيه معاك ..

حبيت أأجل الكتابة عن بحيرة كومو لليومين دول .. لان زي ما كانو يومين مميزين عندي وغيروا مسار حياتي كلها من بعدهم .. بعتبر زيارتي لميلانو وبحيرة كومو من النقط المهمة في رحلتي خلال الشهرين دول عشان اتغيرت طريقة سفري من بعد زيارتي ليهم ..

فابيو

الحكاية بدأت اني اتحركت من فلورنسا متجهه الى ميلانو وانا في الطريق اكتشفت اني مش حاجزة أوتيل في معاد مظبوط .. واني هوصل ميلانو هلاقي نفسي مشردة في الشوارع .. بس الحل كان بسيط وقتها لان صديقي فابيو استضافن عنده في البيت ..
كنت مخضوضة في بداية التجربة لاني خايفة اكون متواجدة في بيت مع راجل غريب وده طبيعي لان عندي عقد شرقية .. بس لاقيت الموضوع بسيط جدا .. ولاقيت ان مش معنى ان ولد وبنت مع بعض يعني لازم يكون فيه اي اتصال جسدي أو ان لازم يجمعهم سرير واحد أو ان نظرة الراجل للبنت تخترق هدومها .. بالعكس فابيو رحب بيا جدا واحترم طباعي الشرقية .. كل اللي فاكراه انه رحب بيا ووصلني للاوضة اللي هنام فيها وبعد كدة هو غطس في اوضته عشان يخلص شغله ..

فابيو شاب ايطالي بيحب الكتابة وبيحب التاريخ المصري القديم جدا .. اتكلمنا كتير عن مصر واكتشفت انه يعرف عن تاريخ مصر اكتر ما انا اعرف عنه .. اتكلمنا في اختلاف الاديان والثقافات والمجتمعات وكان حوارانا وقت الفطار الصبح كان جميل جدا .. كان نفسي اكمل باقي الايام عنده بس مخاوفي الداخلية نتيجة الانغلاق المجتمعي والفكري اللي كنت عايشة فيه طول عمري منعني اني اكمل .. وبالفعل مشيت بعد الفطار وروحت الاوتيل اللي كنت حاجزاه ..

ورغم غرابة الموقف بالنسبة ليا بس حبيت احتفظ بذكرى وصورت الاوضة اللي نمت فيها .

حبيبي ف*** .. زي ما لقائي بك غير حياتي .. فلقائي بفابيو غير دماغي .. وكان فابيو أول نقطة تحول في رحلتي .. ايطاليا مكنتش اخر لقاء ليا به .. لاني قابلته تاني في القاهرة في الداون تاون جنب شغلك من شهر فات وكان لقاء جميل برضو .. واتغدينا في نفس المطعم اللي اكلنا فيه سوا قبل كدة ..

الحياة من غير انترنت

سلمت على فابيو ومشيت وروحت عند محطة الترام .. وفجأة الاقي النت فصل ومبقتش عارفة اروح فين .. ولا عارفة ارجع تاني عند فابيو لاني مش عارفة الطريق برضو .. وهنا كان لازم الجأ لاسلوب جديد في رحلتي .. وبدل الانترنت وجوجل ماب اللي خلت حياتنا سهلة .. بقيت اسال اللي رايح واللي جاي على الاتجاهات ..

وبما اني في ايطاليا .. فمحددش بيتكلم انجليزي وانا مكنتش فاهمة كدة .. لحد ما شغلت مخي شوية وبقيت اروح لاي بنت او ولد صغيرين في السن لانهم يمكن يكونوا يعرفو انجليزي .. وفعلا لاقيت ولد ساعدني وشاف الاتجاهات على موبايله ووصلني لحد المكان بنفسه من غير محن ولا شقط ولا جو الشاب المصري النحنوح الاصيل ..

يوم في ميلانو ويوم في فارينا و كومو

من اقل المدن اللي عجبتني هي ملانو .. حسيت اني في القاهرة .. وخصوصا ان اول ناس سمعتها بتتكلم كانو مصريين .. لاقيتني بقول جوا نفسي “أهلا” .. دا انا كنت نسيت الاصوات دي من زمان .. ومكنش الصوت بس هو اللي فكرني بمصر .. كمان فيه محلات كتير مكتوب اساميها بالعربي .. وبعد كدة عرفت من فابيو انه ساكن في منطقة كلها مصريين ..

ملفتش كتير في ميلانو لاني كنت خايفة اتوه وانا مفيش معايا انترنت .. وفي نفس الوقت مش عارفة اشحن الخط الحالي ولا عارفة اروح مكان بيتكلم انجليزي عشان اجيب خط جديد اعرف استخدمه .. ومن الصدف الحلوة كمان ان الخط المصري كمان ضاع مني ومبقاش معايا اي وسيلة تواصل .. فبقيت امشي هنا وهناك واكتب ملاحظات عن الشوارع اللي بمشي فيها عشان اعرف ارجع البيت تاني ..

كنت مقررة اني الغي مشوار بحيرة كومو بسبب حالة التوهان اللي كنت فيها دي .. بس استجمعت شجاعتي وقولت هنزل واتكلم مع الناس بلغة الاشارة وأكتب شوية معلومات عندي على التليفون عشان اعرف على الاقل اركب المترو أو الترام واروح وارجع البيت بسهولة ..

يوم التوهان

بدأت رحلتي بالتاتش المصري .. كل ما اسال حد على اتجاه معين يوديني في حتة غير اللي انا عايزاها .. حتى الاوفلاين ماب مكنتش مساعداني خالص .. بس في الاخر وصلت لمحطة القطر اللي هتوصلني لفارينا .. المحطة كانت كبيرة جدا وكنت عاملة زي صعيدي في الجامعة الامريكية مش عارفة اروح فين ولا اجي منين .. واتعرضت لموقفين طريفين جدا حسسوني بالروح المصري اللي حوالايا

أول موقف كنت واقفة اودام ماكينة قطع التذاكر وكان باين عليا اني محتاسة ومش عارفة انا عايزة اروح كومو الاول ولا فارينا .. بس لاقيت يد المساعدة جتلي فجأءة وراجل قام بالمهمة كلها وحجزت التيكيت .. ولسة بقوله شكرا لاقيته قايلي 5 يورو .. تنحت شوية وقولتله ليه .. قاللي بكل عوجان وانجليزي مكسر .. عشان ساعدتك .. وانا لاقيتني تقمصت الدور اللي بمارسه على الناس اللي شغالة سايس في الشوارع وقولتله وانا مطلبتش مساعدة .. المهم اني اخدت شتمتين حلوين مفهمتش منهم حاجة وكملت يومي ..

الموقف التاني .. وانا مستنية معاد القطر .. لاقيت واحد داخل عليا وبيكلمني لغة انا مفهتمها .. تقريبا كانت اسباني .. انا رديت عليه بالانجليزي وقولتله سوري مش فاهمة .. لاقيت ابتسامة عريضة اترسمت على وشه وهو بيقول اها “يو سبيك انجليش” .. المهم انا كنت فاكراه سايح تايه زيي .. بس لاقيته بكل ألاطة وعوجان بيقولي “انا رجل فقير وعايز 10 يورو” .. لاقيتني بتقمص نفس الدور اللي تقمصته مع اللي قبله وقولتله معييش فلوس .. الراجل ضحك وضحكني معاه وهو بيقولي ” معقولة مفيش معاكي 10 يورو .. دول 10 يورو يعني .. يالا يالا جيف مي 10 يوروز ” .. لاقيتني بضحك وسيبته مشيت

فارينا

وصلت قرية فارينا وتقريبا كنت فيها لوحدي لدرجة اني كنت خايفة في عز الظهر من السكون اللي كان حوالايا .. ومفيش معايا خريطة امشي عليها كمان فكنت بستكشف المكان لوحدي لحد ما حسيت بالامان لما وصلت للبحيرة والمينا .. هناك حجزت مركب توديني لقرية كومو .. رغم ان فارينا احلى كتير من كومو وكان نفسي اقضيي فيها وقت اطول بس فعلا كنت خايفة من الصمت ..

كومو

وصلت كومو وهناك لاقيت الدنيا حيوية اوي .. واحسن حاجة في المكان ان كل واحد ماشي ومعاه كلبه في ايده .. واسوأ حاجة في المكان ان الموبايل نفسه فصل شحن .. فمبقاش معايا التفاصيل اللي كنت كاتباها عشان اعرف ارجع الاوتيل تاني .. بس متضايقتش وقررت استمتع بيومي لحد ما يجي معاد أخر قطر هيمشي من كومو ورايح ميلانو تاني ..

وقضيت اليوم بالطول والعرض في حالة من التوهان والاستكشاف ومن غير التفكير فيك أو التصوير السيلفي الكتير معاك .. وعدى اليوم ورجعت الاوتيل بليل في سلام عن طريق التواصل مع الناس بلغة الاشارة او اني الاقي حد ابن حلال بيعرف كلمتين انجليزي ..

وتاني يوم بدأت التحرك نحية جنوا .. وكانت رحلة كلها مشاكل هي كمان ..

وبكدة يا حبي اقدر اقولك ان ميلانو كانت بداية المشاكل في رحلتي زي ما كنت انت بداية المشاكل في حياتي 🙂

,