عن روما من القاهرة
حبيبي البعيد .. وحشتني جدا 🙁
لم اكن ارغب ان اكتب لك عن روما وانا في تلك الحالة الصحية .. فقد تدهورت حالتي الصحية بعد اخر لقاء بيننا .. فلقد قابلت رجلا سيطر عليه العند والقسوة ولم يرحم حنيني له .. كم كنت ارغب ان اجد حلا معك ولكن لا فائدة من رغبتي ان لم تشاركني نفسها .. لم يعد جسدي يحتمل واحيانا لا اقوى ان استند به على فراشي فقد تورم لاسباب غير مفهومة .. ربما بسبب ادوية الاكتئاب والمنومات التي اصبحت اتناولها دون استشارات طبية وبجرعات غير مفهومة .. لا افهم سوى انني اريد قتل الوقت والذكريات والالم!
أرغب بشدة ان انهي ما بدات كتابته لك عن رحلتي معك حول اوروبا فأنا اشعر ان العمر قصير .. وأرغب ان انهي الكتابة قبل ان افقد قدرتي اذا قتلت الادوية الاحساس بداخلي .. فكتابتي لك وكلامي معك يخفف الالم ويحيي الاحساس ويعطيني الامل بدلا من الاكتئاب الذي قادني للموت من قبل ..
كما ارغب ايضا ان اكمل كتابة تلك الرواية التي بدأتها ولا استطيع ان انهيها كلما دخلت في انتكاسة اكتئاب جديدة ..
كما انني سأبدأ كتابة بلوج جديد بعيدا عن رحلتي معك بما تحمله من كتابات بها حب وحنين وتسامح وكتابات أخرى بها كره وحزن وندم .. ولكني اعتبر تلك الكتابات خاصة جدا ولا يحق لسواك قرائتها ..
لم يعد لي عمل سوى الكتابة بعد ان تركت حياتي القديمة بكل ما فيها .. وارغب بشدة ان اكتب لك حتى مماتي وربما تصلك كلماتي وربما لا .. المهم ان اكتب لك..
لم يبقى سوى 4 مدن أحكي لك عنها ولكني لم استطع الكتابة منذ فترة بسبب اكتئاب مزمن والتورمات التى اثارت بعض القلق بداخلي .. ورغم ذلك قررت ان اترك فراشي واسافر حتى اراك من بعيد حيث تجلس مع قهوتك .. انتظرتك كثيرا في الزمالك ابحث عنك هنا وهناك ولكنني لم اتمكن من رؤيتك هذه المرة .. لم تكن تلك هي المرة الاولى التي اتلصص عليك حتى اراك من بعيد ولكنها الاخيرة لاني راحلة بعيدا لفترة طويلة من الزمن ولا اعلم متى سأعود وكنت اتمنى ان اراك مرة اخرى اخيرة قبل رحيلي.. كانت هذه المرة الاولى التي اعود الى الاسكندرية دون ان اتمكن من رؤيتك واشبع عطشي لك .. تواجدي في الزمالك لساعات منحني الرغبة في ان اكتب لك ثانية .. للزمالك تأثيرها الخاص .. وها انا اكتب لك ثانية ..
اكتب لك عن روما من الزمالك على أرض مصر 🙂 وقد اشتقت لك كثيرا!
اعلم انك قمت بزيارة روما من قبل ولكن روما لا تذكرني بك .. فقط باريس هي اللي ترسم ملامحك التي احبها وساظل احبها .. اما روما فوجدتها تشبهني .. طبعا انا لست عظيمة بعظمة روما القديمة وتاريخ حياتي البسيط ليس مليء بما مرت به روما .. ولكنني كلما شاهدت الاثار المتهالكة التي لم يتبقى منا سوى الهيكل الخارجي فقط ادرك ان هذه المدينة تشبهني .. فانا قد اصبحت متهالكة ويبقا هيكلي الخارجي فقط صامد ومتماسك .. كما انني أرى روما مدينة تهتم بالتفاصيل الدقيقة مثلي ..
حبيبي .. فاكر عندما كان اهتمامي بالتفاصيل يثير غضبك كثيرا خاصة حين اهتم بالامور التي لا تثير اهتمامك ? ..
اليوم الاول
لم يكن اول يوم لي في روما جميلا فقد انزعجت من الشقة التي قمت بتاجيرها وقمت بالغاء الحجز وكانت اول خسارة مادية في رحلتي الطويلة ولكنني لم استطع ان اقضي باقي الايام في مثل هذا المكان وتوجهت الى هوستل قريب من الكوليسيوم .. هناك قابلت اصدقاء جدد .. لقد قمت باول حوار مع شاب مثلي الجنس .. لم اساله ولكنه تطرق للحديث عن هذا الموضوع وانا لا افهم لماذا وصل في حديثه الى هذه النقطة .. ولكن في المطلق كانت تجربة جديدة من نوعها بالنسبة ليا ..
لم يكن اول يوم لي في هذا المتحف المفتوح مليء بالاحداث المثيرة ولكنه كان مخصص للبحث عن مكان جديد اسكن فيه واستريح قليلا من تعب السفر ..
اليوم الثاني
اليوم الثاني لفيت جميع انحاء روما من الشرق للغرب مرورا بجميع المزارات السياحية وتجربة انواع مختلفة من الاكل تنحصر في الباستا والبيتزا والايس كريم ? .. ورغم انني توقعت انني لن اتوقف عن التصوير في روما ولكن في الحقيقة لم التقط اي صور جيدة .. كنت اشعر ببعض الملل والوحدة!
بس المهم اني قابلت تشوي في المساء وبدأ استمتاعي بروما يكون له طعم جديد بعد الشعور بالوحدة .. تشوي صديقتي الكورية اللي قضيت معاها يومين بنلف في كل مكان في روما .. وقابلتها كمان في فلورانس .. طبعا انا كنت سعيدة بصحبتها لانك عارف انا ازاي بحب كوريا الجنوبية واي حاجة في شرق اسيا ?
اليوم الثالث
اليوم الثالت مثل اليوم التاني ولكن بصحبه تشوي ولفيت مرة ثانية في جميع انحاء روما شرقا وغربا حتى وصلنا الى الفاتيكان وكان المتحف مغلقا في يوم الاحد ولكن التواجد في ساحة الفاتكيان في المساء تعتبر تجربة اكثر من رائعة ..
حبيبي .. فيه لحظات ومواقف بقف عندها واتمنى وجودك فيها .. ساحة الفاتكيان احد هذه الاماكن اللي اتمنيت تكون موجود معايا فيها ..
اليوم الرابع
رابع يوم والاخير كان مخصص لمتحف الفاتيكان الذي يحتاج اكثر من يوم حتى تتمكن من التمتع به وبعد ذلك كان توديع سريع للكولوسيوم للمرة الرابعة .. كانت تشوي رفيقتي هذا اليوم ايضا حتى افترقنا حين تركتها في منتصف الطريق وذهبت انا الي موعدي مع فلورنسا الساحرة ..
حبيبي، كان دخولي متحف الفاتيكان نقطة تحول في تفكيري فقد كنت اشعر بالضيق من الجهل العام اللي انا فيه .. أحتاج ان اقرأ كثيرا عن تاريخ الحضارات وبالفعل لم اتوقف عن القراءة في التاريخ قبل النوم منذ ذلك اليوم .. القراءة دوما تذكرني بك 🙂 ..
اراك في فلورسنا!
بحبك!
يمكن الاغنية ملهاش اي علاقة بروما .. بس كانت انسب حاجة حسيت بها وانا في حالة اشتياقي الممنوع اللي كنت فيها وانا بلف في الزمالك..حالة الاغنية قريبة من الخطوات المترددة اللي كنت بمشيها وبفكر مليون مرة أكلمك للمرة الاخيرة ولا لا ؟
هو انا لو كلمتك كنت هتوافق نتكلم ؟ حتى لو وافقت ملوش لازمة الكلام لاني مش راجعة الزمالك تاني 🙁